فيه..
..................................
فأنتم ايها البشر تتألمون لتمسحوا عطر ايامكم الماضية في سرائركم ، فالألم راحة لمن يعزف على احاسيسه المرهفة، فأنتم تقرعون قلوبكم بتألمكم في حياتكم..
فكم من قلب تألم ليسعد في الحياة...
وكم من روح سعدت في حياتها لتشرب من كأس المها الذي كان ينتظرها..
الألم شعاع تلك الشمس يهبط على ذاتكم ليصهر أعمدتها ويحولها إلى هذبة مستوية قابلة لنمو الزرع فيها...
والألم صوت من السماء والأرض ينادي أرواحكم بحديثه لتصعدوا الى كونه، وتتعذبوا بهمساته فأنتم تتألمون لحبكم لمن تتعذبون له فالحب إذاً يبعث اليكم الامكم في رسالة خاصة ويذرفها على اوراق زهوركم..
فقلوبكم خياشيم شاهقة إذا طغت على سطح حياتكم انهارت وسقطت..
أنتم تكرهون الألم لشقائكم في الحياة واذا خالج نفوسكم أسعدكم وأطفأ شمس قلوبكم، إنكم تبحثون عنه ولا تريدونه..
فإذا وقع في شباككم تنبهتم له وعرفتم أنفسكم.. الألم يغزوكم بجيشه في كل لحظة وأنتم مضطجعون لا تعلمون إلا احلامكم التي تهرب عندما تصحوا من نومكم فمن تجرع من شوكه فلينهل من وروده الجميلة ومن رفع عقيرته على اصله فليأذن بحرب من جيشه الغازي..
فإن لذلك الألم جيوشا كثيرة اقتحم بها قلاع وأودية ونكس رؤؤس عنيدة وقضى على قلوب ميته..
فالألم خالقكم وليس بخالقكم وهو معلمكم وليس بمربيكم، فألم تبعته الالام..